شبكة قدس الإخبارية

ما الذي يقلق "إسرائيل" من انتشار التكنولوجيا الصينية في الشرق الأوسط؟ 

٢١٣

 

Heres-How-China-Is-Achieving-Global-Semiconductor-Dominance

ترجمة عبرية - شبكة قُدس: أعرب "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب عن قلق "إسرائيل" من التوسع المتزايد للتكنولوجيا الصينية، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، في منطقة الشرق الأوسط.

 وأشار تقرير للمعهد، إلى أن هذا التوسع يفرض تحديات استراتيجية وأمنية على "إسرائيل"، تتطلب صياغة سياسات تكنولوجية واستراتيجية للحفاظ على مصالحها في ظل التغيرات الجيوسياسية والتكنولوجية المتوقعة.

وأوضح التقرير أن الاستثمارات الصينية في البنية التحتية الرقمية، مثل افتتاح شركة Tencent Cloud منطقة سحابية في السعودية باستثمار قدره 150 مليون دولار، وانضمامها إلى شركات صينية أخرى مثل Alibaba Cloud وHuawei Cloud، تعكس تصاعد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة على الريادة التكنولوجية في المنطقة.

وأشار التقرير إلى أن هذه الاستثمارات لا تقتصر على الجانب الاقتصادي، بل تحمل أبعادًا جيوسياسية، حيث تعتبر التكنولوجيا الرقمية ركيزة أساسية في الأمن القومي للدول، وتؤثر على قدراتها في مواجهة التهديدات العسكرية والتكنولوجية والاستخباراتية والاقتصادية.

كما حذر التقرير من المخاطر الأمنية المرتبطة باستخدام التكنولوجيا الصينية، مثل السيارات الذكية التي تجمع بيانات حساسة قد تُستخدم لأغراض استخباراتية أو تجسسية، مما يستدعي دراسة استخدام هذه التقنيات، خاصة في المؤسسات الأمنية والحكومية.

ودعا التقرير إلى ضرورة تطوير سياسة استراتيجية تكنولوجية لمواجهة التحديات التي يفرضها التوسع التكنولوجي الصيني في الشرق الأوسط، وضمان الحفاظ على السيادة المعلوماتية والأمن القومي الإسرائيلي.

وفي هذا السياق، يرى مراقبون أن التوسع الصيني في قطاع التكنولوجيا في الشرق الأوسط ينسجم مع تعزيز النفوذ الاقتصادي والجيوسياسي لبكين عالميًا، من خلال ربط آسيا بالأسواق الأوروبية والأفريقية. وتُعتبر البنية التحتية الرقمية أحد أعمدة هذه المبادرة، مما يجعل الاستثمار في الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي جزءًا من استراتيجية شاملة لتعزيز حضور الصين في المنطقة.

من جانب آخر، تخشى "إسرائيل" من أن يؤدي هذا النفوذ الصيني المتزايد إلى تقليص نفوذها في مجال تصدير التكنولوجيا والأمن السيبراني في المنطقة، خصوصًا إذا ما فضّلت دول الخليج والدول العربية الأخرى التعاون مع شركات صينية على حساب التعاون مع شركات إسرائيلية أو أميركية. كما أن الضغوط الأميركية على حلفائها في المنطقة للحد من التعاون مع بكين تضع "إسرائيل" أمام معادلة صعبة بين الحفاظ على علاقاتها الاقتصادية مع الصين والتزامها بتحالفها الاستراتيجي مع واشنطن.